استهلاک الکهرباء في قطاع الزراعــة ‏بمحافظـة الشرقيـة دراسـة فـي الجغرافيا الاقتصاديــة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الجغرافيا الاقتصادية بجامعة کفر الشيخ

المستخلص

يتناول البحث بالدراسة استهلاک الکهرباء في قطاع الزراعة بمحافظة الشرقية؛ فالبحث في موضوع استهلاک الکهرباء في القطاعات الإنتاجية ومنها القطاع الزراعي له أهمية کبيرة في التعرف على صورة استهلاک الکهرباء وإذا کان قد وجه الوجهة المثلى لأحسن استغلال اقتصادي، أم أن استهلاک الکهرباء مازال استهلاکاً ترفياً. ويرجع اختيار محافظة الشرقية مجالا لهذه الدراسة الى  کبر مساحتها والتي تمثل 10.52%  من جملة مساحة محافظات الوجه البحري، وزيادة نسبة الزمام المنزرع بها، والذي يقدر بنحو 70.13% من إجمالي مساحة المحافظة، وهو ما يعادل 12.91% من مساحة الأراضي الزراعية بالوجه البحري . وتهدف هذه الدراسة إيضاح الصورة العامة لشبکة نقل الکهرباء وتوزيعها بالمحافظة ، مع إجراء دراسة تفصيلية لمکونات شبکة الکهرباء التي تختص بإمداد الأغراض الزراعية المختلفة بحاجتها من الکهرباء بهدف تحديد مدى کفايتها لتغطية الأحمال المطلوبة، ودراسة تطور استهلاک الکهرباء وحجمه وتوزيعه قطاعياً وجغرافيا بمنطقة الدراسة، وبيان الأهمية النسبية لحجم الاستهلاک في قطاع الزراعة لمعرفة المردود الاقتصادي من استهلاک الکهرباء بالمحافظة، فضلا عن  رصد أهم المشکلات المتعلقة باستهلاک الکهرباء في قطاع الزراعة بالمحافظة، من خلال دراسة ميدانية مکثفة، واقتراح بعض الحلول العملية لهذه المشکلات .
          وقد توصلت الدراسة الى أن الطاقة الکهرباء أدت دوراً مهماً في إحداث تغيرات کثيرة شملت معظم الأنشطة الزراعية، فقد أظهرت الدراسة الميدانية أن استخدام الکهرباء في قطاع الزراعة کان له عدة آثار اقتصادية، منها: التوسع في استخدام ماکينات الري الکهربائية والتي عملت على انخفاض تکلفة الري مقارنة بماکينات الديزل، فضلا عن توفير الوقت والجهد، وقلة أعطالها، ومن الآثار الأخرى استخدام أساليب الري الحديثة، وقيام عدد من مشروعات الإنتاج الحيواني والداجني مثل : مزارع تربية الدواجن، ومعمل لتفريخ الدواجن، ومحطة حلب آلي، ومفرخ سمکي. وأوصت الدراسة بضرورة المراقبة المستمرة لسعات محطات المحولات التي تخدم النشاط الزراعي، والتخطيط المتوازن الذي يضمن التوافق بين سعات هذه المحطات وأحمال التشغيل المطلوبة ؛ حفاظاً على اقتصاديات تشغيل هذه المحطات، وتقليل نسبة الفقد، کما ينبغي البدء في تکهين محطة محولات طلمبات الوادي ؛ نظراً لقدمها ، وسوء حالتها، وزيادة معدل الأعطال بها ،على أن تحل محلها محطة محولات جديدة جهد 66/11 ک.ف، کما يجباستبدال محولات التوزيع الخاصة بقطاع الزراعة التي زادت نسب الأحمال الکهربائية بها عن الحدود المسموح بها (74 محولا) بمحولات أخرى ذات سعة أکبر، وأوصت الدراسة أيضا  بالبدء في عمليات إحلال بعض خطوط الجهد المتوسط الرئيسية 11 ک.ف  – الخاصة بتغذية الأنشطة الزراعية – واستبدالها بأخرى 22 ک.ف ؛ وذلک لدعم المشروعات الزراعية خاصة في المناطق المستصلحة ، والقضاء على مشکلة انخفاض جهد التغذية ، وتقليل الفقد في شبکة الکهرباء، فضلا عن ضرورة تبني الجهات المسئولة بالمحافظة استراتيجية واضحة لاستخدام مصادر بديلة للطاقة الکهربائية في القطاع الزراعي، وتعد تکنولوجيا البيوجاز من المشروعات المهمة والمناسبة لمحافظة الشرقية التي يمکن أن تسهم في توفير جزء کبير من الطاقة البديلة والآمنة والرخيصة للعديد من الأنشطة الزراعية.

الموضوعات الرئيسية