کلمة التحرير

کلام الرئیس التحریر

المستخلص

کلمة التحرير

کلمة التحریر

نحن نسعی بدأب فی جامعتنا الفتیة- جامعة بنی سویف إلی تبنی شعار " نحو جامعة بحثیة"؛ ایمانا منا بأن الوظیفة المحوریة فی الجامعة تتمثل فی إنتاج المعرفة، وبطبیعة الحال فإن البحوث التی تجریها أیة مؤسسة علمیة تعد من أبرز آلیات إنتاج المعرفة، وتنبثق من هذه الوظیفة المحوریة وظیفتان فرعیتان هما:

تعلیم تلک المعرفة الناتجة عن البحوث التی یجریها الباحثون من أعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم بالجامعة  للطلاب والباحثین والدارسین.

توظیف المعرفة الناتجة عن تلک البحوث فی خدمة المجتمع المحلی والعام لیصبح أکثر رقیا.

 ومحاولة من کلیة الآداب جامعة بنی سویف لوضع هذا التصور موضع التنفیذ؛ فقد قامت بإصدار نوافذ متعددة لنشر البحوث التی یجریها باحثو الجامعة، فضلا عن باحثی الجامعات الأخری المصریة أو العربیة، ومن بین تلک المنافذ حولیة کلیة الآداب التی أشرُف بکتابة افتتاحیة عددها الأول بوصفها إحدی أوعیة نشر البحوث بجامعة بنی سویف الفتیة، والتی نخطط فی ضوء الاستراتیجیة الحاکمة لحرکة الجامعة مستقبلا لأن تنضم إلی زمرة الجامعات المتمیزة عالمیا فی غضون ثلاث سنوات من الآن؛ وذلک من خلال تبنی سیاسة دعم إجراء ونشر البحوث العلمیة علی أیدی أعضاء هیئة التدریس بها ؛ انطلاقا من أن مکانة أیة مؤسسة علمیة علی مستوی العالم تتحدد فی ضوء مدی قدرتها علی إجراء البحوث العلمیة فی کل من مجال العلوم الطبیعیة والعلوم الإنسانیة والاجتماعیة ، ودعم باحثیها ، وتوفیر أوعیة معیاریة للنشر تلتزم بالمعاییر الدولیة ، وتتمتع بمعامل تأثیر مرتفع علی النحو الذی یحفز الباحثین للنشر بها .

 

وحین نطالع محتویات العدد الأول من حولیة کلیة الآداب جامعة بنی سویف سنجد أنه یتضمن بحث للأستاذ الدکتور . عصمت حسین نصار بعنوان تجدید الخطاب الحضاری فی مصر ومشروع النهضة یتحدث فیه حول ضبط مصطلح التجدید مع استعراض المفاهیم المتباینة التی انتجتها الاتجاهات الفکریة الحدیثة والمعاصرة ، ثم تطرق البحث إلى غایة الخطاب التجدیدی وأسس المشروع الحضاری والعلل المباشرة لإخفاقه فی الوصول إلى غایته ، واخیرا سبل استئناف الخطاب وإعادة بناء المشروع على أسس تجمع بین ثوابت الهویة ومتطلبات الواقع المعایش.

وبحث أخر للدکتورة . منال سید محمد بعنوان وثائق الجامع الأزهر فى سیاق المنشأ الأصلى، أو، نسبة الوثائق لمصدرها الأصلى ودوره فى الاسترجاع. یدور هذا البحث إلى نسبة وثائق الجامع الأزهر لمصدرها الأصلى سواء کان هذا المصدر قلم أو إدارة أو نشاط، فالمصدر المباشر الجهة المباشرة أو القسم أو القلم الذى أدى نشاطه إلى ظهور هذه الوثائق، وتعد نسبة الوثائق للمنشأ الأصلى هو الطریقة المرضیة ؛ لتأویل وتفسیر سلاسل الوثائق کمادة للبحث ، ویختلف مفهوم المنشأ الأصلى أو المصدر عن مکان حفظ الوثائق إذ یقصد بمکان الحفظ الأرشیفى المستودع المسئول عن تسلم الوثائق من الجهات الحکومیة ، وغیر الحکومیة لحفظها بصفة دائمة ، ویعمل على إتاحتها للمستفیدین ، وهو فى مصر یعرف بدار الوثائق القومیة ، کما یتناول البحث تحدید أماکن حفظ کل سلسلة من سلاسل الوثائق والفترات الزمنیة التى تغطیها والفجوات الزمنیة التى تتخللها والمجموعات المرتبطة بالمجموعة .

والبحث الثالث للدکتور . السیدکمال عبد المعبود علی عنوانه أثر المناخ علی زراعة محاصیل العلف الاخضر فی مصر:دراسة فی المناخ التطبیقی یتناول هذا البحث "أثر المناخ على زراعة محاصیل العلف الأخضر فی مصر، دراسة فی المناخ التطبیقی" 

وتهدف هذا الدراسة إلى  التعرف على أهم عناصر المناخ المؤثرة على زراعة محاصیل العلف الأخضر ومدى تأثیر هذه العناصر على زراعة محاصیل العلف الأخضر وإنتاجیته ، والمناطق المثلى لزراعة بعض محاصیل العلف الرئیسیة فی مصر ، أما البحث الأخیر للأستاذ الدکتور أحمد عبد اللاه الشیمی بعنوان تحدیات فی ترجمة المصطلحات الأدبیة:أمثلة على ترجمة مصطلحات نظریة القراءة Challenges in Translating Literary Terms :The Example of the Terminology of the Theory of Reading وهذه الدراسة هى محاولة للوقوف على منجز الترجمة العربی فی مجال المصطلح الأدبی، مع الترکیز على مصطلحات نظریة القراءة، وهی نظریة جدیدة قدیمة فی الوقت نفسه، وقد زاد استقرار هذه النظریة مع ازدهار الدراسات اللغویة التی اتصلت بنظریات ما بعد الحداثة، وما استتبع ذلک من ترکیز على دور القارئ فی إنتاج النص. وقد رصدت الدراسة اضطرابًا فی ترجمة المصطلحات المتصلة بما بعد الحداثة عمومًا، والمصطلحات المتصلة بنظریة القراءة على وجه الخصوص. وقد رصدت الدراسة أیضًا بعض الغموض فی ترجمة هذه المصطلحات، ما یُرْجِعه الباحث إلى أن عملیة نقل المصطلحات المتصلة بعملیة القراءة لم تواکبها حرکة نقدیة على مستوى الممارسة تعمل على ترسیخ المصطلح، وفهمه واستخدامه. إن وجود أکثر من ترجمة واحدة للمصطلح الواحد یعنی أن المترجمین العرب، وأغلبهم من النقاد، لم یصطلحوا على فهم واحد للمصطلح الواحد، فقد لاحظ الباحث ذلک الاهتمام البالغ بالنظریة على حساب الممارسة النقدیة، مما جعل ترجمة المصطلحات الأدبیة المتصلة بنظریة القراءة تفتقر إلى التحدید والثبات.

وینفرد العدد الأول من الحولیة باحتوائه على تقریر یستعرض رحلة کلیة الآداب على مدار 25 عامًا منذ إنشائها عام 1986 وحتى عام 2012م

 

وختامًا:

فإن هیئة تحریر الحولیة تتمنی أن تسهم البحوث المنشورة بها عبر أعدادها المتوالیة مستقبلا، بإذن الله، فی إثراء المناخ العلمی، والإنتاج الفکری فی کل من الثقافة المصریة والعربیة؛ انطلاقا من أن أی تقدم مجتمعی مرهون بقدرة هذا المجتمع علی إنتاج البحوث القادرة من خلال تصمیماتها المنهجیة المحکمة، ونتائجها الدقیقة التی تتسم بالجدة والأصالة، ومناقشتها بقدر ملائم من العمق الفکری ، والتوظیف الفعال لنتائجها علی النحو الذی یدفع بالمجتمع بکافة جوانبه قدما إلی الأمام، وهو ما یعجل بوضع مؤسساتنا العلمیة فی مصاف مثیلاتها من جامعات الدول المتقدمة، وهو هدف نؤمن بأنه لناظره قریب. وما توفیقنا إلا بالله العلیم البدیع الحکیم .